رواية بتوقيت منتصف العبث الفصل الخامس عشر 15 بقلم اسماعيل موسي
بتوقيت منتصف العبث
راقب عونى الانسه شيماء بعينيه، انتظر ردت فعلها ولم تنظر شيماء ولا مره للخلف، واحس عونى بالأستياء دفعه لتغير رأيه بعد أن كان قد قرر ركل هذة الشركه للأبد
منعه شيء ما من التهور، شيء لا يمكنه التحكم به او حتى نكرانه وكانت لدا عونى قناعه من ضرورة منح الفرصه القائمه كل الوقت قبل أن يتركها بلا رجعه
رمق عونى حارس الآمن الذى يحدجه بنظره متقزمه بسخريه
ثم همس فى سره يوم ما، ليس ببعيد ستتمنى لو كنت صديقى
دلف عونى مكتب الحسابات، استقبله مدير الحسابات بترحاب ونهض من مكانه
منعه عونى، قال عونى، اسمع انت رجل طيب، لكن منذ اللحظه انا مجرد موظف فى مكتبك وانت لا تدين لى بشيء
عاد فارس السلحدار للشركه وتولى الاداره
___اشعل عونى لفافة تبغ، كان غير مهتم بالشغل، ما يبقيه داخل الشركه لا علاقه له الآن بالعمل
سأل مدير الحسابات بلا مبلاه، كم تبلغ ارصدة الشركه فى البنك؟
سجل عونى الرقم فى ذهنه وشكر مدير الاداره
____
قلب فارس الدفاتر والأوراق بقرف
ايه ده؟ الشركه عايمه فى الفوضى، وسأل شيماء مين مدراء الاداره إلى تم تعينهم بعد غيابى؟
ذكرت شيماء الأسماء، غمغم فارس، دى ناس معندهاش خبره
نزلى اعلان فورا عن حاجتنا لمديرى إدارات خبره بلاش لعب عيال
فنجلت شيماء عنيها، الناس إلى مش عاجباك دى هى إلى كانت السبب فى نهوض الشركه
ضربت حظ همس فارس بقرف، شركه كبيره زى شركتى محتاجه ادراه حديثه علميه
انا لازم اعمل كل حاجه بايدى
هو دا شكرك ليا ولعونى عن إلى عملناه فى غيابك؟
قالت شيماء وقد فاض بها الكيل
الشركه كانت مفلسه، أفكار عونى هى إلى وقفت الشركه على رجليها
عونى؟
عونى مين؟ وكأنه لا يعرفه استمر فارس فى كلامه
انت كنت متوقع نجاحك فى غيابى يا شيماء، انتى اشتغلتى معايا وقت طويل وتشربتى الخبره منى
ثم صرخ فجأه!؟ وهو يرمق دفتر العلاوات والمكفأت
ايه ده؟
مين الى صرف الفلوس دى للعمال؟
دا تبذير، إهدار مال الشركه، هى دى الامانه إلى سبتها ليكى يا شيماء؟
انت مكنتش هنا ومشفتش حاجه، كل قرش اتصرف كان فى مكانه الصحيح
كان أول قرار وقعه فارس السلحدار إيقاف العلاوات والمكفأت الشهريه للعمال
إلى عاجبه يشتغل يشتغل والى مش عاجبه يمشى واجيب عشره غيره
وحاولت شيماء اقناعه لكن فارس ركب رأسه، الاعلان ده يتعلق فى كل ركن فى الشركه
كل موظف لازم يعرف ان وقت السبهلله خلص خلاص
كان لازم اتوقع كده من موظف بسيط تولى أمور الاداره
اكيد هيحاول يمنح نفسه علاوات متعلل بموظفى الشركه
اكيد عونى عمل كده عشان نفسه
مر فارس على كل مكاتب الشركه وكان يعطى التعليمات بصرامه محتفظ بوجاهته وسيطرته
انتهى العمل وانتظر عونى خروج شيماء لكن شيماء لم تحضر
بعد ساعه تملل عونى وترك الحديقه وانصرف
جرى نظام جديد فى الشركه غير النظام الذى حدده عونى، كم سرت اشاعات عن اختلاسه وانتهاز عمله كمدير للشركه للحصول على أموال ليست من حقه
انا هحوله شؤن قانونيه الحرامى ده، اليوم التالى كان هناك تحقيق فى انتظار عونى عن كل النقود التى منحها للعمال
والنقود التى تقاضاها بنفسه
وكانت صدمه عندما اتضح ان عونى لم يأخذ ولا قرش من تلك المكفأت العلاوات واكتفى بمرتبه السابق كموظف فى الحسابات
لم يقتنع فارس، عونى ذكى خطط كل شيء وتلاعب فى الدفاتر والحسابات
كان عونى يفهم جيدا لماذا يفكر فارس بتلك الطريقه دون أن يوجه له كلمة شكر
او حتى يرفعه فى مصاف المدراء المهمين وربما صديق له
ان وجود عونى فى الشركه لن يحدث ابدا طالما فارس مديرها
ان عونى شوكه فى ظهر فارس، شهاده على فشله واختفائه لحظة انهيار الشركه
اما رغبة فارس فى اظهار عونى مختلس او حتى لص فأن عونى يفهمها جيدا انه يفعلها من أجل شيماء ورغم انه لا يمكن أن يفكر بها كحبيبه او زوجه لكن أشخاص مثله لا بحبون الخساره
لقد ترك عونى الموظفين يدافعون عنه، والأوراق تتحدث، نعم عونى ذكى وكان يتوقع حدوث ذلك الأمر
لكنه لم يخفى اى شيء بل اعد أدلة برائته فى وجه فارس والقانون
قد يقبل عونى اى شيء لكن ان يكون لص فأنه امر يخل بشخصيته
لقد كشف عونى زيف ادعائات فارس ولم يتمكن الموظفين من اخماد غضبه
اذا كنت ترغب فى رفدى او طردى من الشركه يا فارس اخترع شيء معقول وليس زائف
أسمى فارس بيه السلحدار يا عونى وانا مديرك والشركه شركتى
ابتسم عونى، انت لست مديرى، ثم إن اسمك فى البطاقه فارس السلحدار
انا لا اعتبر نفسى ند لك ولا أطمع فى اصلاحك، شخص مثل غبى متعفن احمق مصيره إلى الجحيم
ان عودتى الشركه كانت من أجل شيماء، لتسديد دين لها على
والان سددت دينى ولا يوجد اى شيء يدفعنى للبقاء هنا لحظه واحده
ومره أخرى صمتت شيماء، جبنها وقلة ثقتها فى نفسها منعها من الوقوف إلى جوار الشخص الوحيد الذى اعتبرها صديقه وربما أكثر داخل الشركه
اطلع بره!!
اطلع بره شركتى مش عايز اشوف وشك تانى، مش ناقصه غير الموظفين الحثاله إلى هيدونى نصايح
جر الحراس عونى خارج الشركه بطريقه مهينه وسط لعنات عونى وصمت شيماء
لقد أدرك عونى فى تلك اللحظه ان شيماء لا تستحق ان يدافع عنها، سقطت من نظره إلى مدى بعيد
ان الانسان الحقيقى يقدر الإنسان مثله دون اى اعتبارات أخرى
رد خبر طرد عونى ارجاء الشركه رغم ذلك كان لدى الموظفين آمل أن يستمر عملهم فى هدوء
الوحيد الذى قدم استقالته تضامنا مع عونى كان الريس حسن
ركض الرجل خلف عونى حتى لحق به
عاتبه عونى على تهوره لكن حسن رد بلا مبلاه دا كان المفروض يحصل من زمان، ناولنى سيجاره يا عونى واعزمنى على كوباية شاى عايز اكلمك فى موضوع
استمع عونى بتركيز لكلام الريس حسن وكان حسن ينتظر تعليق عونى
الموضوع دا صعب لكن مش مستحيل، تنهد الريس حسن بارتياح، يعنى موافق؟
ليه لا احنا هنعمل حاجه حرام يا ريس حسن؟ احنا هنتشارك فى مشروع خاسر
وضحكا الاثنين على تفاهتهم ولا مبلاتهم وكان عونى يعتقد ان الحياه تستحق ان تعاملها باستهزاء فى اوقات كثيره